الألم العضلي الليفي ، الذي يُشار إليه أحيانًا باسم متلازمة الفيبروميالغيا أو FMS، هو متلازمة ألم مزمن تتميّز بآلام العضلات وشعور بالألم والإجهاد العام. و عادةً ما تكون آلام العضلات التي تُسمّى myalgias منتشرة في جميع أنحاء الجسم. تُصيب الفيبروميالغيا حوالي 10 مليون نسمة في الولايات المتحدة. بينما تصيب 100 مليون نسمة على مستوى العالم، تسعون في المائة منهم من النساء. تُظهر الدراسات أن 68 بالمائة من المصابين بالفيبرُوميالغيا قاموا بتجربة المكمّلات الغذائية للمساعدة في تخفيف أعراضهم.
لم يكتشف الطب التقليدي بعد سببًا محددًا للفيبرُوميالغيا. ويرى العديد من أطباء الطب التكاملي والطب الوظيفي أن المشكلة تكمن داخل الميتوكُندريات أو موّلدات الطاقة داخل خلية الإنسان. ويدعم ذلك الرأي تقرير في عام 2011 لحالة مريض يعاني من خلل في الميتوكوندريا، وكان قد تم تشخيصه أولًا بالإصابة بالفيبرُوميالغيا.
يعتبر سبب الفيبرُوميالغيا غير معروف للعديد من الأشخاص ولكن من المعروف أن الأشخاص المصابين به لديهم إنزيم مساعد Q10 أقل بنسبة 40 بالمائة وانخفاض في النشاط المضاد للأكسدة.
كما أنّ المصابين ب FMS لديهم أيضًا كمية أقل من الميتوكوندريا في خلايا الدم. والميتوكوندريا هي أجزاء الخلايا التي تمنحنا الطاقة عن طريق تكوين جزيء الطاقة أدينوسين ثلاثي الفوسفات (ATP). وقد لاحظ باحثون آخرون أن 90-100 بالمائة من المصابين بالفيبرُوميالغيا يعانون من فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة (المعروف ب SIBO أو فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة). ويعتقد العديد من الخبراء أن فرط النمو البكتيري في الأمعاء ومتلازمة الأمعاء المتسربة وقلة إنتاج إنزيم مساعِد Q10 قد تُسهم في الإصابة بالفيبرُوميالغيا.
يكون لدى مرضى الفيبرُوميالغيا في كثير من الأحيان حالات أخرى متعلّقة بالمرض. تتضمّن تلك الحالات نوبات الصداع النصفي وأعراض اضطراب الأمعاء (الانتفاخ، آلام البطن، الإسهال و/أو الإمساك) والتهاب المثانة الخلالي. قلة النوم أو الأرق هي شكوى معتادة أيضًا.
على مدار ال100 عام الماضية، ابتكرت الشركات آلاف المواد الكيميائية وطرحتها في مصدر المياه والهواء وحتى البيئات المنزلية المحيطة بنا. ولا تزال معلوماتنا محدودة عن كيفية تأثير تلك المواد الكيميائية المتعددة علينا. ولكننا نعرف أنها تسبّب العديد من الآثار السلبية على الصحة والفيبرُوميالغيا إحداها على الأرجح. نعاني جميعًا من بعض الكيماويات الضارة داخل أجسامنا — حيث لا توجد وسيلة لتجنب ذلك تمامًا. ومع ذلك، يمكننا محاولة تقليل آثار التعرض لها على المدى الطويل. إزالة السموم من الجسم أمر بالغ الأهمية لتقوية الجسم ومعالجته. اعرف المزيد عن تطهير الجسم من السموم.
لقد تم تشخيص إصابة العديد من المصابين بالفيبرُوميالغيا بمتلازمة اضطراب الأمعاء (IBS). وتشير الأدلة إلى أن مشاكل الجهاز الهضمي قد تكون بالفعل سبب الإصابة بالفيبرُوميالغيا وليست فقط أحد الأعراض المتعلّقة بها. كما تقترح الدراسات ما تلعبه متلازمة الأمعاء المتسربة أو فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة (SIBO) من دور في الإصابة بالفيبرُوميالغيا. وفي عام 2004، أوضح الدكتور مارك بيمنتل في دراسة له أن من لديهم بكتيريا ضارّة في أمعائهم تعرضوا لألم أكثر فيما يتعلّق بالفيبرُوميالغيا. كما أقرّ الدكتور أليكس فاسكويز أيضًا أن الشخص السليم قد يشعر بنفس آلام الفيبرُوميالغيا عند حقنه ببروتين LPS (ليبوبوليسكاريد) من تلك البكتيريا.
تجنّب الأغذية المُصنّعة أمر هام لمن يعانون من أية أمراض مزمنة. فالأغذِية المُصنّعة بها مواد كيميائية غريبة على جسم الإنسان ( زينُوبيوتيكس) ولها آثار سلبية لا ندركها جيدًا. فهي تحتوي على مواد حافظة وملوّنات غذائية.
اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات سيكون بداية جيدة. يُفضّل شراء الفواكه والخضروات الخالية من المبيدات (العضوية) ،إن أمكن ذلك. أيضًا، إذا كنت تتناول اللحوم الحمراء، حاوِل شراء تلك التي تتغذّى على العشب والخالية من الهرمونات والمضادات الحيوية. قد يبدو هذا أكثر تكلفة في البداية ولكن هناك إمكانية لتوفير التكاليف إذا ساعَد في الوقاية من الأمراض المزمنة وتحسين حياة الشخص.
ينبغي تجنّب أيضًا المحلّيات الصناعية وأُحادي غلوتامات الصوديوم. وقد تبيّن أن الأسبارتام (نيوترا سويت) لا يُسبّب فقط الصداع النصفي بل يرتبط أيضًا بمشاكل عصبية أخرى. وأظهرت الدراسات تحسنًا في أعراض الفيبرُوميالغيا لدى المتحسّسين من الأسبارتام وأُحادي غلوتامات الصوديوم MSG عند إزالة تلك المواد الكيماوية من نظامهم الغذائي.
أوضحت دراسة أجرتها Nutricion Hospitalaria في عام 2017 أن اتباع المصابين بالفيبرُوميالغيا للحمية الغذائية منخفضة الفودماب قلّل الآلام المرتبطة بالفيبرُوميالغيا. يمكن أن تساعد الحمية الغذائية منخفضة الفودماب في كثير من الأحيان على تحسين الهضم لمن يعانون من متلازمة القولون المتهيج IBS ومتلازمة الأمعاء المتسربة.
لقد تبيّن فائدة الرياضة بالنسبة لمن يعانون من الفيبرُوميالغيا. وقد أكّدت دراسات مختلفة أن التمارين الرياضية تساعد على تقليل مستويات الألم مع تحسين القدرة الوظيفية بشكل عام. حيث تساعد التمارين على تحسين صحة الميتوكوندريا.
في رأيي، يجب أن يكون استخدام الأدوية الخيار الأخير، وفقط إذا ثبت أن تغيير النظام الغذائي ونمط الحياة غير كافٍ لحل المشكلة. الأدوية ليست مصممة ك"علاج" للفيبرُوميالغيا، إنها فقط تسمح لك بأن تعيش بشكل مريح أثناء تناول الدواء لأجل غير مسمى.
تتضمّن الأدوية المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء لعلاج الفيبرُوميالغيا:
دولوكستين (سيمبالتا)– 60 ملغ في اليوم. التكلفة في الولايات المتحدة 320$ للشهر
بريجابالين (ليريكا) – 150 ملغ إلى 225 ملغ مرتين يوميًا. نطاق التكلفة في الولايات المتحدة من 415$ إلى 445$
ميلناسيبران (سافيلا)– 50 ملغ مرتين يوميًا. التكلفة في الولايات المتحدة 397$
تتضمّن الأدوية الأخرى المستخدّمة غير المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء غابابنتين وأميتربتيلين وفلوكسيتين. هذه الأدوية عامّة وأقل تكلفة ولها فائدة مماثلة.
وكثيرًا ما يتم معالجة الفيبرُوميالغيا بالأدوية المخدرة (المواد الأفيونية) على الرغم من عدم وجود أي دليل على فائدتها. قد تكون المخدرات في الواقع أكثر ضررًا بل يبدو أنها تزيد مستويات الألم بشكل عام على المدى البعيد. تشمل المواد الأفيونية الترامادول ، والفنتانيل، والهيدروكودون، والأوكسيكودون، والمورفين.
|
وفقًا للكلية الأمريكية لأمراض الروماتيزم " على الرغم من أنه لا يوصى به كأول علاج، يمكن أن يُستخدّم الترامادول لعلاج ألم الفيبرُوميالغيا. هذا المسكّن هو أحد المخدّرات الأفيونية. و لا ينصح الأطباء باستخدام الأفيونات الأخرى لعلاج الفيبرُوميالغيا. هذا ليس بسبب مخاوف الاعتماد عليه. بل لأن الأدلة تشير إلى أن تلك الأدوية ليست ذات فائدة كبيرة لمن يعانون من الفيبرُوميالغيا. في الواقع، هي قد تُسبب حساسية أكبر للألم وتجعل الألم يستمر". |
لقد تبيّن فائدة العديد من المكمّلات الغذائية في تخفيف أعراض الفيبرُوميالغيا. يتناول كثيرون المكمّل الغذائي مرة واحدة ولا يلاحظون فرقًا ثم يتوقّفون عن تناوله. المكمّلات الغذائية قد يكون لها تأثير تعاوني. لذا غالبًا ما يبدأ الأشخاص الناجحون بمكمّل واحد ثم يضيفون آخرًا وربما مكمّل ثالث حتى يشعروا بتحسّن. وقبل كل شيء، من المهم التركيز على النظام الغذائي ونمط الحياة كما تم مناقشته في الأعلى.
فيتامين د أحد الأعراض الشائعة لنقص فيتامين د هو أوجاع وآلام العضلات. وتوضّح الدراسات أن المصابين بالفيبرُوميالغيا لديهم مستويات فيتامين د أقل من الطبيعي. وأظهرت دراسة أجريت عام 2017 في مجلة Clinical Rheumatology انخفاض الألم لدى مرضى الفيبرُوميالغيا عند تعويض نقص فيتامين د. وأظهرت دراسات أخرى عديدة نتائج شبيهة. يُعد علاج نقص فيتامين د قبل تشخيص الإصابة بالفيبرُوميالغيا أمر بالغ الأهمية حيث يسبب نقص فيتامين د أيضًا آلام العضلات. الجرعة المقترحة: 2,000 إلى 5,000 وحدة دولية يوميًا. اعرف المزيد عن فيتامين د.
المغنيسيوم – تظهر الدراسات أن المغنيسيوم، وهو من مرخيات العضلات الطبيعية، قد يكون مفيدًا في علاج مرضى الفيبرُوميالغيا. حيث أظهرت دراسة نشرتها مجلة Rheumatology International عام 2013 أن تناول سيترات المغنيسيوم عن طريق الفم يقلّل الألم لدى مرضى الفيبرُوميالغيا. وعلاوة على ذلك، أظهرت دراسة نشرتها مجلة Journal of Integrative Medicine عام 2015 تقليل كلوريد المغنيسيوم للألم عند استخدامه على الجلد. كما أظهرت دراسات أخرى فائدة الدمج بين المغنيسيوم وحمض الماليك لعلاج المرض. يتوفّر المغنيسيوم على شكل كبسولات وبخّاخات وتركيبات مرطبة. الجرعة المقترحة عن طريق الفم: المغنيسيوم المخلبي 125 إلى 500 ملغ أو كما هو مدوّن في النشرة.
الميلاتونين – الميلاتونين هو هرمون النوم الذي تفرزه الغدة الصنوبرية كل ليلة. هذا الهرمون له فوائد مضادة للأكسدة كما أنه يساعد على تعزيز النوم. وأوضحت دراسة أجرتها مجلة Pain and Therapy في عام 2016 أن الميلاتونين قد يساعد على تخفيف آلام الفيبرُوميالغيا. وأظهرت دراسة في 2015 فوائد مماثلة. الجرعة المقترحة: 3 إلى 10 ملغ من الميلاتونين كل ليلة.
إنزيم مساعِد Q10 – الخلل الوظيفي للميتوكوندريا هو السبب الشائع للإصابة بالفيبرُوميالغيا ومن المرجح أنه يساهِم في ظهور أعراضها أيضًا. وأظهرت دراسة نشرتها مجلة بلوس ون في عام 2012 أنّ مرضى الفيبرُوميالغيا عانوا من انخفاض إنزيم مساعد Q10 وأنّ تناول المكمّلات الغذائية ساعدت في تقليل نوبات الصداع لديهم. وأوضحت دراسة من أسبانيا أن السيدات المُصابات اللاتي أخذن 300 ملغ من CoQ10 يوميًا شعُرن بتحسن ملحوظ في أعراض الفيبرُوميالغيا لديهن. الجرعة المقترحة: 100 إلى 300 ملغ من CoQ10 يوميًا
سام إي( إس أدينوسيل - إل ميثيونين) – أظهرت دراسة مزدوجة التعمية مُرقّبة بالعلاج الوهمي عام 1991 أنَّ مكمّل سام إي يمكن أن يساعد مرضى الفيبرُوميالغيا. الجرعة المقترحة: 800 ملغ من سام إي يوميًا.
الثيامين (فيتامين ب1) – أظهرت بعض الدراسات فائدة الثيامين لمرضى الفيبرُوميالغيا. في عام 2013، أظهرت دراسة نشرتها مجلة BMJ Case Reports تحسنًا في أعراض الفيبرُوميالغيا عند تناول مكمّل الثيامين بجرعة 300 ملغ يوميًا وزادت حتى 1800 ملغ في اليوم.
5-هيدروكسيتريبتوفان (5-HTP) أظهرت دراسة في عام 1990 في مجلة البحوث الطبية الدولية أنّ 5-HTP قد يُحسّن أعراض الفيبرُوميالغيا. وأظهرت دراسة في عام 1992 فائدة مماثلة. الجرعة المقترحة: طبقًا لتوجيهات النشرة الدوائية.
ال-كارنيتين - هذا المكمّل يمكن أن يكون مفيدًا وقد يُقلّل الأعراض المرتبطة بالألم في متلازمة الفيبرُوميالغيا وفقًا لدراسة أجريت عام 2007. الجرعة المقترحة: طبقًا لتوجيهات النشرة الدوائية.
سبيرولينا - أظهرت دراسة صغيرة أن السبيرولينا يمكن أن تساعد في تخفيف أعراض الفيبرُوميالغيا. وهذا ربما يرجع إلى البريبايوتيك التي تحتوي عليها (غذاء بكتيريا الأمعاء المفيدة) وقدرتها على إزالة السموم من الجسم.
يمكن استخدام الزيوت العطرية موضعيًا على العضلات والمفاصل المُصابة بالألم. الزيوت الموصى بها لعلاج الفيبرُوميالغيا تشمل زيوت اللبان ووِينترغرين واللافندر والروزماري والقرنفل والكاموميل. اعرف المزيد عن الزيوت العطرية وفوائدها.
التدليك واليوغا والوخز بالإبر ورياضة الكي جُونج والطب الصيني التقليدي (TCM) هي طرق علاجية أخرى استخدمها مرضى الفيبرُوميالغيا لتحسين جودة حياتهم وينبغي عليك ممارستها من أجل تحسين صحتك.
الفيبرُوميالغيا عمومًا حالة صعبة للغاية تتسبّب في معاناة كثير من الأشخاص. وأهم شيء هو تحقيق توازن الجسم واستعادة الصحة. يُنصح بتجنُّب الأغذية التي تجعل الحالة أسوأ كما يُفضّل بشدة استهلاك نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات. التخلص من بعض الأغذية قد يكون مفيدًا أيضًا — ابدأ بإزالة المنتجات المعتمدة على الألبان والغلوتين والذرة من نظامك الغذائي. المواد المخدرة قد تجعل الشخص يشعر بتحسُن ولكنها قد تزيد آلام الفيبرُوميالغيا على المدى الطويل. وقد أثبتت الدراسات أن ممارسة الرياضة مفيدة وذلك على الأرجح بسبب إنتاجها للمزيد من الميتوكوندريا وقدرتها على تقليل الالتهابات المزمنة. المكمّلات الغذائية يمكن أن تكون مفيدة للغاية أيضًا. حاوِل أن تبدأ بإدخال فيتامين د أولًا ثم إضافة فيتامين جديد كل أسبوع أو أسبوعين حتى تتحسّن الأعراض. تناول الطعام الصحي وفكّر بشكل صحي لتتمتّع بصحة جيدة.
المراجِع:
إخلاء مسؤولية:لا يهدف هذا المركز الصحي إلى تقديم التشخيص...
لا تهدف هذه المدونة إلى تقديم التشخيص أولا يهدف هذا المركز الصحي إلى تقديم التشخيص أو العلاج أو المشورة الطبية. اقرأ المزيد. المحتوى المقدم في هذا المركز الصحي هو لأغراض إعلامية فقط. يرجى استشارة طبيب أو أي متخصص آخر في الرعاية الصحية فيما يتعلق بأي تشخيص طبي أو صحي أو خيارات علاجية. لا ينبغي اعتبار المعلومات الواردة في هذا المركز الصحي بديلاً عن المشورة من متخصص في الرعاية الصحية. الادعاءات الواردة حول منتجات معينة في هذا المركز الصحي غير معتمدة لتشخيص أو علاج أو شفاء أو منع الأمراض.
